الأربعاء، 6 مايو 2020

النفخة الثالثة

النفخة الثالثة 


وانتهتْ رحلةُ الأسى يـا بـرايـا 
خبؤوا في فم الدخان الوصايا 

أرسلتني الريـاحُ فيكم رسـولاً  
ليس لي كي أكون أي مـزايـا 

ربـمـا كنت واقفاً حين مرّتْ
ربـمـا لا تـرى عليها  سـوايـا 

حكمةُ الصمت
إذ بدأتُ أغني 
ثقبتْ نفسها لتصبح نايا 

رقصتْ في المكان 
رقص عجوزٍ تتصابى 
أو ناهدٍ تتعايا 

وهوتْ صفحةُ السماء 
لتغدو للمعاني قلائداً ومرايا 

وطوى البدرُ وجـهـهُ وتوارى 
خشيةً أن يرى النجومَ عرايا 

والتوى الوقت كالثعابين رفضاً  
 ونـجـحـنـا بحبسِـهِ في حـوايـا 

أين أسماؤنا؟ تقول صفـاتٌ
أين أزواجنا؟ تصيح بـغـايـا 

أين أحلامنا اللواتي نشدنا؟ 
كيف أهرمننا ومتْنَ صبايـا؟ 

قال أيلول
ما تزوجتُ إلا ظلّ أنثى 
أحبها أبوايا 

قال (مرانموتةٌ أم حياةٌ؟ 
قلتُ ما الفرقكلهن رزايا  

قال موسى - وقد تعلم درساً -
لم تكن أنت يا أخي بل عَصايا

واستراحوا من هَمّ موتٍ 
بموتٍ أفضلٍ، يمنح القبور هدايا 

حين لم يبق في المجرّة غيري 
ودموعي، وغربتي، وبـقـايـا ... 

بالمواويل والدخان صعدنا 
واتجهنا إلى الشمال سـرايا 

وأنا ألعنُ الطريق وأهوي 
ثـمّ محروقـةٌ تعدّ خُطايا  

الهلاك🤚🏿
الهلاك🤚🏿
أنتِ.. وصاحتْ 
وتناثرتُ في الجهاتِ خَطايا 

إنـهـا الـجـنـة التي صـرمـوهـا 
ليل شيّعتُ (حجةًو (مضايا)

كلّ ما في الجحيم أعرفههـلْ 
كنتُ فيها من قبل أم لا خبايا!

قال إبليسما لإبليس
أنتم مَنْ قبلتم بأن تكونوا ضحايا

قال غسلين
في جهنمنا لا يمنعُ الخوفَ جمعُكُمْ في الزوايا 

أنا في النار، قال فرعون، لكنْ 
أنـا فـيـها بـمـا جـنـتْـهُ يـدايـا 

ضحكوا كلهم، تبسمتُ خوفاً  
ثـمّ وزعتُ للجميعِ الشظايـا 

وسـمـرنا على تـوقّدِ شـعـبٍ 
ذنْـبُـهُمـؤمنٌ بِحُسنِ النوايا   


#أنس_الحجري

الاثنين، 18 فبراير 2019

سفينة الأقيال



نَمْ في عيوني أيها السَّهَرُ

مادام لي صبحٌ سأنتظرُ


يا عائداً لم تُغْنِ عودتُهُ 

ومسافراً لم يُدْنِهِ السفرُ


يا قاصداً لم يلقَ وجهتَهُ 

فأتتْ به آثارُ من عبروا


نحو السعادةِ يقتفي أثراً 

فيشدّهُ نحو الأسى أثرُ


زار الديارَ متيماً حذِراً 

والصبّ قد يودي به الحذرُ


يا عاشقاً عُدْ نحو سجنك قد

قُدَّ القميصُ بل انقضى الوطرُ


أعداؤها فضوا بكارتها 

ببنادق الجوعى وما استتروا


صنعاءُ في (السبعينَ) عاريةٌ 

تلهو بها الألقابُ والأسرُ


مجنونةٌ تبكي وفي يدها 

موتٌ وفي أحشائها سقرُ


أهدابُها محروقةٌ بِضِيا 

من آمنوا وبنارِ من كفروا


وعلامةُ الحنّا على يدها 

ممسوحةٌ والنقشُ مندثرُ


فيها لآلِ اللهِ أبنيةٌ 

وبها لمن عاداهمو حُفَرُ


فيها إلى البطنينِ أورِدةٌ 

ينسابُ فيها المالُ والدررُ


فيها جيوشٌ كالذكورِ وإن 

أمعنْتَ فيهم ما بهم ذَكَرُ


صنعاءُ تنفي أنّهم عربٌ 

والله ينفي أنّهم بَشَرُ


داسوا على خيرِ البلادِ كما 

داستْ على أعلافها البقرُ


الهدمُ في دستورهم لغةٌ 

والقتلُ في أسماعهم خبرُ


( أكلوا من التفاحِ )ثم أبى 

من بعدهم أن يورقَ الشجرُ


ولَكَم بدَتْ سوءاتُهم ولَكَمْ 

غطّتْ على جدرانها صورُ


ماذا جرى يا حُلوتي؟ فبكت 

حتى استحى من دمعها المطرُ


قالت له والحزن يملاؤها:

"يا معشرَ الثوارِ لا تذروا


لما اتكأتُ على الزمانِ نَضَا

جسمي كسهمٍ نضّهُ وَتَرُ


ما كنتُ أدري حينما قويتْ 

قوسي بأنّي سوف أنكسرُ


لكنني ما زلتُ موقنةً

أن العِدا وَهْمٌ وإن كثروا


(يابني) أرِحْ تلك السفينةَ قد 

فاض المحيطُ وغابتِ الجُزُرُ


سِرْ والحقِ (الأقيال) يا ولدي

وسينثني عن ظُلمِهِ القدَرُ


فالنصرُ من أهدافهم، ومتى 

أصبحتَ قَيْلاً سوف ننتصرُ "


#أنس_الحجري

الثلاثاء، 15 يناير 2019

مملكة الأحزان


رَضيتُ وأقدار الهوى غيرُ راضيهْ
وأحببتُ من في الدارِ والدارُ خاليهْ 

وأصبحتْ كالمسجونِ في كهف يأسِهِ  
يحاصرُهُ  اللاشيءُ من كلِّ ناحيهْ 

أفتّشُ عنها في الدياجي وأشتهي 
وصالاً ولم أُدرك إلى اليومِ ماهِيَهْ 

ومن عَشِقَ اللاشيءَ يوماً فقد بنى 
لهُ في الأسى قبراً وفي النارِ زاويهْ 

أنا ملِكُ الأحزانِ أسّستُ دولتي 
ونصّبتُ آلامي على كلِّ ساريهْ 

فهاكُم كؤوسَ الحبِّ لا شأنَ لي بها 
فلا أنا ظمآنٌ ولا البئرُ صافيهْ 

ولا جبلُ التوبادِ يُقري ضيوفَه 
ولا ذاك قيسٌ فيه يُحصي لياليَهْ 

ولا لدموعِ العشقِ فينا مآقياً  
ولا لقتيلِ العشقِ في ديننا دِيَهْ 

ولا ضيرَ إن أدبرْتُ في الحربِ مرةً 
ولا ضيرَ إن أدبرْتُ في الحربِ ثانيهْ 

فقد كنتُ في أرض القتالِ بمفردي 
وسلمى وألوانُ السماءِ ثمانيهْ

أفضّلُ أن أبقى غريباً فما الهوى 
سوى قصرِ إذلالٍ، وعبدٍ، وجاريهْ

دَعُوني ولا تؤذوا فؤادي فإنهُ 
ذكيٌ تلقى مكرَه  عن معاويهْ

ولي من همومِ الملك ما لو أحلتُها 
سنيناً لَعِشتُ العمرَ من غيرِ قاضيهْ 

يجيءُ الهوى حيناً إليّ ضفائراً
لها رأسُ شيطانٍ بأثوابِ داعيهْ 

يواعدنَ  سِرّاً كلّ همِّ ومأتمٍ 
ويسقينناهُ  كلّ يومٍ علانيهْ 

فلا تشربوا مما جلبْنَ من الهوى 
فثمة سُمّ في لمى كلِ ساقِيَهْ 

وأظلمُ من ليلِ النّوى شَعرُ غَضّةٍ 
وأحرقُ من نار الجوى صدرُ راعيهْ 

وأول ما أخشاهُ منها : عيونَها 
وآخر ما أخشاهُ : ليلاً وهاويهْ 

ألا أيها الصبحُ  الذي لا أُحبّه 
أنِخْ ناقتي في الليلِ حتى أُناجيَهْ

أعِدْ خافقي يا ليلُ ما عاد ليْ الغرامُ 
مغزىً  وما أرجوه مُلكاً وعافيهْ

#أنس_الحجري
























السبت، 12 يناير 2019

إلى سام - ماذا عن القوم



ماذا عَن القوم؟! لا عادُوا، ولا وَصَلُوا
ولا عَلِمنا بأيِّ الأرضِ قد نَزَلوا

هل أحرَزوا النصر؟ أين الريحُ تُخبرنا
ما عادت الريحُ بالأخبارِ  ترتحلُ

زادُوا على تَعَبي خَوفاً ومَسكَنَةً
جادُوا عليّ، ألا يا ليتهم بَخِلوا

يا سامُ أَسألُ نفسي مَحضَ أسئلةٍ
أرجو الجوابَ، ولكن تَبخَلُ الجُملُ

يَموت فيها كلامُ الشعر في لغتي
وفي شفاهِ العذارى تُنحَرُ القُبَلُ

ماذا أقولُ لِصنعا حين تسألني
عنهم، أَلَم تَدرِ صنعا أنهم ثَمِلُوا؟

تبكي وتندب قوماً كلما خرجوا
من مَعبرٍ مظلمٍ في مِثلِهِ دَخلوا

كأنهم وسْط نارِ الحرب موقدُها
في الأرض، ما خُلقوا إلا لِيقتتلوا

يا سامُ قُم لترى صنعاءَ منهكةً
طغى عليها الفتى الملعونُ والعِللُ

تدورُ حولَ مفاهيمٍ مُزيفةٍ
كما تَدورُ  على العصّارةِ الإبلُ

يا سامُ قُم لِتَرى صنعاءَ مُوجَعةً
تُبدِي الدموعَ، فَتُبدي صَمتَها الدولُ

بكاؤُها اليومَ يُبكي كُلَّ ذي خلدٍ
وخلفهُ نفخةٌ يَرمِي بها الأزلُ

وأنتَ تَسكن في قبرٍ، وتترك ما
بَنيتَ، والأرضُ جرحٌ ليس يندملُ

يا سامُ قُم لترى صنعاءَ، إِنَّ بها
قوماً يزيدون جوعاً كلما أكلوا

ذئبٌ تَذمَّر مِن ظُلم الحياةِ، ومن
جَورِ القويِّ وفي أنيابهِ حَملُ

لا شأنَ لي بعليٍّ أو معاويةً
ولا بمن رفضوا حكماً ومَن قبِلوا

شيخٌ يُفتّش في التوراةِ ليس له
شغلٌ سوى المدحِ في أمجادِ مَن رحلوا

أتى لِيُشبعَ جُوعِي ثم أشبعني
مَوتاً، وها أنذا في القبر احتفلُ

أتى يُضمّد جرحي ثم وسَّعَهُ
نجاسةٍ بلعابِ الكلب تَغتَسِلُ

تقولُ صنعا بأن الحظَّ يكرهُها
وإن  دَنَت مِن سبيلٍ أغلِقت سُبلُ

قالت لنا:  ذاك ربي، ذاك أكبرُهُم
جهلاً بهم، ثم تابَت بعدما أفلوا

المشتري بائعٌ،  والأرضُ واقفةٌ
قل لي لمن تنشد الأشعارَ يا زُحلُ؟

هم يَكذبون عليها كلما نَطَقوا:
نحن العروبةُ يا صنعا..  ونَحن أُولُو

سنَقتل الظلمَ غدراً لا مقارعةً
وحين تؤمِنُ صَنعا تَكفُرُ الحِيلُ

وحين تَسمعُ ما قالوه يُخجلها
سَماعُهُ، والذي قالُوهُ ما خَجلوا

يا سامُ قُم لِترى صنعاءَ أغنيةً
بغى على لحنِها التقليدُ والمللُ

كانت تفوحُ بطِيبٍ ثم حوّلها
إلى دُخَانٍ، وأضحى يُضرَبُ المَثلُ

الداءُ من جهةٍ، والفقرُ من جهةٍ
والشَّرُّ مُنفَتحٌ، والخيرُ مُنقَفِلُ

ما  للظفائر يا بلقيسُ تأكلها
نارٌ بها هذه من تلك تشتعلُ

عودي كما كنت أُمّاً كي أعودَ أباً
منك البخور ومني البنُّ والعسلُ

يا مَن يُعلمني  نحواً وتَوريةً
تعال أخبِرْكَ ماذا يَصنع البَدلُ

لا تَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفِدا جَبَلُ

فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نَقطعه
والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ

سَتمطر الأرضُ يَوماً  رغم شِحّتِها
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ

الأحد، 25 نوفمبر 2018

أغنية تشرين




لولاكَ تشرينُ هذا المجدُ ما صُنِعا
ما ضَرّ تشرينَ بعدَ اليومِ ما صَنَعا

لولاكَ ما أكلتْ من غرسها عدنٌ
لولاكَ ما خرجَ الطاغي وما شَبِعَ

لولاكَ ما نبتَتْ تلكَ الزهورُ ولا
كان الفضاءُ على أركانهِ اتّسعَ

أكتوبر النصرِ باقٍ فوقَنا عَلَماً
يُطاولُ المجدَ زهواً كلّما ارتفعَ

ردفانُ- بل قيسُ - صاغ النصرَ أُغنيةً
تُذِيبُ في حُبِّ ليلى كلَّ من سَمِعَ

أنتَ الحروفُ التي قالتْ فما نَدِمتْ
وأنت فينا دعاءُ الشيخِ حينَ دَعا

أنتَ الذي صُغْتَ في يُمناكَ قارئتي
وفي شمالِك ماتتْ أحرُفي طَمَعا

وأنتَ يا من تُحِبُّ العيشَ أرْغَدَهُ
أتاكَ من يترُكُ الدنيا بها قَنِعا

قتلتَ "راجحَ" ظنّاً أنْ ستُرعِبنا
والغصنُ يُنبِتُ أغصاناً إذا قُطِعَ

لن تَغلِبَ القومَ والأحلامُ تصحَبُهم
نحو العلا يجهلون الخوفَ والجَزَعَ

لن تَسرِقَ النصرَ  إنّ الدهرَ يحرسُهُ،
أيلولُ صاحٍ إذا تشرينُ قد  هَجَع

أيلولُ، تشرينُ، آمالُ الضحى وأنا
نُحقّق النصرَ جَمعاً أو نموتُ معَا

الثلاثاء، 24 يوليو 2018

بلادي في سطور



عجز الكلامُ عن الكلام
والنور أطفأه الظلام

والأمن أصبح خائفاً
والنوم يرفض أن ينام

والصدرُ أصبح في الورا
والخلفُ أصبح في الامام

والشمس باردةٌ تخاف
الحرَّ تخبأ في الغمام

والذئب  أمسى حارساً
 يحمي الأرانب  والحمام

والكلبُ سيدُ قومه في
الكهف يقتات العظام

والطهر يبني حاجزاً
 بين الرعية والإمام

والثعلبُ المكارُ يضحك
من غباءٍ مستدام

والعدلُ يقعد في زوايا
السجن ارهقه القيام

والموتُ يقتل نفسَه
والشعبُ يقتُله اللئام

والظبيُ إن يعدو من
الصياد تلحقْه السهام

والدار أضحت خيمةً
 والقبر يُبنى بالرخام

والأرضُ تُروى من دماءِ
الناس أرهقها الصيام

والجوعُ يمشي عاريًا
بين الجميع ولا يُلام

واليوم يهدمُ ما بناهُ
الأمسُ ذو المليون عام

والنفطُ يملأ أرضنا
والناسُ تبحث عن طعام

والكلُ فينا ميّتٌ
والكلُ يدعوا للسلام

والخصمُ يزحف نحوَنا
والجيشُ يبحثُ عن غلام

والقائدُ العربيّ
كالثعبانِ غدارٌ وَ سام

والشيخُ مشغولٌ
 بتلوين العباءةِ واللثام

والدارُ تطعنُ اختَها
والغمدُ يطعنهُ الحسام

والنارُ تأكل كل شيءٍ
 مثلَ أولادِ الحرام
..      

#أنس_الحجري

النفخة الثالثة

النفخة   الثالثة   وانتهتْ   رحلةُ   الأسى   يـا   بـرايـا   خبؤوا   في   فم   الدخان   الوصايا   أرسلتني   الريـاحُ   فيكم   ...