نَمْ في عيوني أيها السَّهَرُ
مادام لي صبحٌ سأنتظرُ
يا عائداً لم تُغْنِ عودتُهُ
ومسافراً لم يُدْنِهِ السفرُ
يا قاصداً لم يلقَ وجهتَهُ
فأتتْ به آثارُ من عبروا
نحو السعادةِ يقتفي أثراً
فيشدّهُ نحو الأسى أثرُ
زار الديارَ متيماً حذِراً
والصبّ قد يودي به الحذرُ
يا عاشقاً عُدْ نحو سجنك قد
قُدَّ القميصُ بل انقضى الوطرُ
أعداؤها فضوا بكارتها
ببنادق الجوعى وما استتروا
صنعاءُ في (السبعينَ) عاريةٌ
تلهو بها الألقابُ والأسرُ
مجنونةٌ تبكي وفي يدها
موتٌ وفي أحشائها سقرُ
أهدابُها محروقةٌ بِضِيا
من آمنوا وبنارِ من كفروا
وعلامةُ الحنّا على يدها
ممسوحةٌ والنقشُ مندثرُ
فيها لآلِ اللهِ أبنيةٌ
وبها لمن عاداهمو حُفَرُ
فيها إلى البطنينِ أورِدةٌ
ينسابُ فيها المالُ والدررُ
فيها جيوشٌ كالذكورِ وإن
أمعنْتَ فيهم ما بهم ذَكَرُ
صنعاءُ تنفي أنّهم عربٌ
والله ينفي أنّهم بَشَرُ
داسوا على خيرِ البلادِ كما
داستْ على أعلافها البقرُ
الهدمُ في دستورهم لغةٌ
والقتلُ في أسماعهم خبرُ
( أكلوا من التفاحِ )ثم أبى
من بعدهم أن يورقَ الشجرُ
ولَكَم بدَتْ سوءاتُهم ولَكَمْ
غطّتْ على جدرانها صورُ
ماذا جرى يا حُلوتي؟ فبكت
حتى استحى من دمعها المطرُ
قالت له والحزن يملاؤها:
"يا معشرَ الثوارِ لا تذروا
لما اتكأتُ على الزمانِ نَضَا
جسمي كسهمٍ نضّهُ وَتَرُ
ما كنتُ أدري حينما قويتْ
قوسي بأنّي سوف أنكسرُ
لكنني ما زلتُ موقنةً
أن العِدا وَهْمٌ وإن كثروا
(يابني) أرِحْ تلك السفينةَ قد
فاض المحيطُ وغابتِ الجُزُرُ
سِرْ والحقِ (الأقيال) يا ولدي
وسينثني عن ظُلمِهِ القدَرُ
فالنصرُ من أهدافهم، ومتى
أصبحتَ قَيْلاً سوف ننتصرُ "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق